top of page
الرنين المرتعش، اسطورة الجسد
بقلم الأستاذ ناجح المعموري
صورة 4.jpg
غلاف الأنطولوجيا الشعرية "حلم بلا أعمدة"، للشاعر صلاح الحمداني، الصادرة عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، 2022 في بغداد
الباحث في الأسطورة والأديان القاص الروائي والناقد الأستاذ ناجح المعموري، يكتب عن الأنطولوجيا الشعرية "حلم بلا أعمدة"، للشاعر صلاح الحمداني

الرنين المرتعش، اسطورة الجسد

بقلم الأستاذ ناجح المعموري

 

الذوبان في ديانات الشرق اشارات لانكشاف الجسد وهو سحري، مسكوت عنه، لم يعلن عنه غير الشعر وصوت الشعرية صراخ التنافذ فوق شرفة اسرار الطيور المسائية. انها موسيقى النداء وايقاع ارتياب الانثى في لحظتها الاولى التي بثت فيها ارتعاش خفي لا يدل عليه غير ارتجاف الرمشين وتيبس الشفتين.

منذ سنين اتقاسم معها شفافية الافكار

واسترق السمع الى غيبوبتها

وفي ذروة النهار الذي يلهمنا

ووجهها في المرآة

ظهرها في حضني

لا نكترث لوجودنا الخاطف

لا ادري الى اين ! ص112//

الافكار، هي التي تعامل معها المفكر "ليفيناس" بوصفها عجائب الانثى السرية، غير المعلن عنها الا في اللحظة التي تتداخل فيها العناصر الذكرية والمؤنثة. وصلاح الحمداني اول شاعر ذهب نحو الفلسفة ليقدم لنا صورة / صورة عن مجازيات الجسد الانثوي.

واكثر غرائبيات الحمداني عندما جعل الافكار هي احلام التشارك وطوفان البلل، العطل الخجل، حيث طاقة المجاز في النص السابق الذي تجاوز عجائبيات البدئية ولا معقوليات الاساطير، قال ما لم يقله احد من قبل. تصاعد ارتعاش الجسد، ونزل بلل التي حملت المرأة صورتها وايقظت ملحمة البدئية، وتعالت قداسات الانثى وهي تهتز مرتعشة وسط المعبد العشتاري، حيث فيضان الجسد برنين تداخل مع ايقاعات الغناء والموسيقى والطبل، كل الاناشيد والتراتيل انثوية، تفضي بالتشارك مع الرجل نحو اللذائذ، وفوران الحضور ومقاومة روائح النبات المتيبس وهو يفوح وسط امتلاء اللذائذ بحضورات الانتظارات الطويلة. التي قادتني بقوة ووجع للنص السابق الذي التقط مجموعة صور مثيرة، فيها لذيات، شهويات، لتعلن عن بهاء المنتج البللي "ظهرها في حضني / لا تكترث لوجودنا الخاطف / لا ادري الى اين! خاتمة الملحمية هو الرنين المختصر للأسطورة البدئية التي دائماً ما كانت تستيقظ عند الينابيع والابار وتسجل النوافذ احلام اليقظة وربيع الجنون الذي يعرف الحلم باعتباره يقظات تهرع نحو افاق الجسد. وهو ــــــ الحلم لا يكف عن الغناء ـــــــ، بل يكثر من دخان المباخر والذوبان بالأحضان او النوم فيها.

حتى لحظة الصحو عند نثيث الغيمة المبكرة الملاحقة ببللها للنافذة التي ابتكرها الحمداني شرفة للسرائر والاحلام المسكوت عنها. والتي لا يعلن عنها غير البرق والرعد واللوذ بالدثار للتكتم عن سرديات الجسد.

ولأن الحمداني شاعر لا يدنو له احد يعتز بشعريات ويؤكد التباهي باستعادة الصورة البدئية مرة ثانية ليعلن بانه هو الذي خلق ما لم يصل له احد من قبل.

اثر بعد اخر

يختلط ضوء الشمعة بالغبار

والتراتيل مع الدموع

الوجه مقابل الحائط / ص113//

بدئية التعرف من حيث تريد الذكورة النفاذ، وفي هذا النص امتلاك بدئية الجسد مثلما يريد حاصد اللذة.

" وجهها في المرآة " ظهرها في حضني / ص113.

اثر بعد اخر / يختلط ضوء الشمعة بالغبار / والتراتيل / مع الدموع / الوجه مقابل الحائط / ص113//

bottom of page